Monday, October 19, 2015

التربية بديمقراطيّة

أرفض أن أحكم على تلامذتي عندما يخطئون بل أفضّل أن أقودهم عن طريق الحوار والنقد البنّاء لكي يحكموا على أفعالهم بواقعية.
إنّها طريقة صعبة وتتطلّب اليقظة والوعي بإستمرار ولكنّها أجدر من الطرق التقليدية التي تربّينا عليها في جيلنا.

إن أردنا مستقبلاً أفضل علينا أن نؤمّن مستوى تربية أفضل والتربية الأفضل لا تبنى على القمع والتهديد بل على التوعية والنقد البنّاء ومنح الثقة والمسؤولية.

لا ينفعنا تطبيق الديكتاتورية في مدارسنا إذا كنّا نريد مواطنين يحكمون أولادنا بديمقراطيّة.

العالم في تطوّر سريع والمعلومات ستنقصنا دائماً وما من علم إلاّ وبات من السهل الوصول إليه من خلال الإنترنت أمّا الإنسانيّة ومشاعر الحبّ والثقة فهي ملكنا نحن المربّون. إذا خسرنا هذه المعركة الإنسانيّة سوف نخسر معها أولادنا والأجيال الآتية من بعدنا. 

Friday, September 4, 2015

ملخّص رسالة البابا فرنسيس: كنّ مسبّحاً


يُقدّم البابا في 246 مقطعاً الرسالة الكنسيّة التي تتكلّم عن الإيكولوجيا والتي يعتبرها دراسة لل"أويكوس" أي بيتنا المشترك ويتطرّق بالأخص حول المسؤولية تجاه البيت المشترك في مواجهة خطر التدمير الذاتي.

في المقدّمة، يذكر البابا نشيد المخلوقات للقديس فرنسيس والذي منه قد إستوحى إسم هذه الرسالة: يُعتبر القديس فرنسيس شفيع وشاهد لل"إيكولويا شاملة" Εcologie Intégrale التي تجعلنا نُدرك أنّ الطبيعة هي "كتاب بهيّ يُخاطبنا الله من خلاله" و حيث كلّ خليقة لها قيمة خاصّة وهي هدف بحدّ ذاته. وتُظهر الإنسان ككائن شخصانيّ من دون أن يكون في الوقت عينه سيّداً على الطبيعة.

أمّا الطبيعة فهي ليست مادّة في خدمتنا والكائنات البشرية ليست ملكي الشخصي بحيث لا يحقّ لي إستغلالها والإستفادة منها كما يحلو لي فهي، أي الكائنات، "لها قيمة خاصّة أمام الله".

لا بدّ من التأكيد أنّ الإيكولوجيا هي دائماً "إيكولوجيا إنسانيّة"، ففي العالم كلّ شيئ مرتبط ببعضه، هشاشة الأرض والفقراء، إنعدام التوازن البيئي والإجتماعي، المضاربات التجاريّة، السلاح والحروب.

يذكر البابا أنّ قدّيس "أسيزي" تكلّم عن الأرض بمثابة الأمّ والأخت وأنّه دائماً ما كان يتكلّم عن الفقراء وهكذا يؤكّد أنّ " المقاربة الإيكولوجيّة الصحيحة دائماً ما تُصبح مقاربة إيكولوجيا إجتماعية وعليها أن تشمل العدالة الإجتماعية في حديثها حول البيئة، لكي تُصغي إلى صراخ الفقراء في نفس القدر الذي توليه في إصغائها لصراخ الأرض. وفي هذا الإطار، يذكر البابا أنّ "توجيه إصبع الإتّهام للنمو الديمغرافي بدلاً من إتّهام الإستهلاك المُفرط لدى البعض هو أسلوب من أجل عدم مواجهة المشاكل".

في الفصل الأول يعرض البابا نتائج علميّة حول المسائل البيئيّة لكيما "تلمسنا في العمق ولوضع أساس متين للمسار الأخلاقي والروحي الذي يستمر."

أمّا الفصل الثاني فهو قراءة تجمع بين الثقافة البيبليّة لكلّ من التقليد اليهودي والمسيحيّ. تعقيدات الأزمة الإيكولوجية تتطلّب حوار بين مختلف الثقافات والعلوم على أن يكون منفتحاً للمجال الديني والروحي. فللإيمان القدرة على تقديم الحوافز لحماية الطبيعة وإخوتنا وأخواتنا الأضعف بيننا 64. 

يقدّم الفصل الثالث تحليلاً ليس فقط لأعرارض الأزمة الحالية وانما لأسبابها العميقة.

يتضمّن الفصل الرابع الإيكولوجيا الشاملة كنموذج جديد للعدالة، إيكولوجيا تدمج المكان المحدد الذي يحتله الكائن البشري في هذا العالم وعلاقاته بالواقع الذي يحيط به. وهذا يمنعنا من اعتبار الطبيعة كشيء منفصل عنا أو كمجرد إطار لحياتنا. 

هناك رابط لا يتجزّأ بين المسائل ابيئيّة و المسائل الإجتماعية والإنسانيّة. وبالتالي: ليس هناك أزمتان منفصلتان، الأولى بيئية والأخرى اجتماعية، وانما أزمة اجتماعية بيئية واحدة ومعقدة. فمن الأساسي البحث عن حلولٍ متكاملة، تأخذ بعين الاعتبار تداخل علاقات الأنظمة الطبيعية فيما بينها ومع الأنظمة الاجتماعية 139 

أمّا الفصل الخامس فييتمحور حول مسألة ما بمقدورنا وما يجب علينا فعله. فالتحليلات وحدها لا تنفع: يجب طرح بعض الخطوط العريضة للحوار وللعمل التي تُشرِّك على حد السواء كل واحد منّا والسياسة الدولية 15، لكيما تساعدنا على الخروج من دوامة التدمير الذاتي التي نغوص فيها.163

كما ومن الضروري أن لا تكون هذه الحلول مقترحة بطريقة إيديولوجية أو بسيطة. لذلك تظهر أهميّة الحوار وهو موضع يتطرّق إليه كل عناوين مقاطع هذا الفصل.

التربية والروحانية الإيكولوجيا

السعي إلى نمط آخر من الحياة: لم نخسر بعد كل شيء، لأن البشر... قادرون على تخطّي ذواتهم والعودة من جديد لاختيار الخير، والتجدد. إنّ تغيير أساليب الحياة وأنماط الإستهلاك تفتح الباب لإمكانيّات كبيرة: "فعندما نكون قادرين على تخطّي الإنفرادية، حينئذ يمكن واقعيًّا إنتاج نمط حياة بديل، ويصير ممكناً حينها تحقيق تغيير مهم في المجتمع.

فرح وسلام: إن القناعة، المُعاشة بحرّية وبوعي، هي مُحررِّة. كما أن السعادة تكمن في معرفة وضع حدود لبعض الحاجات التي تُربكنا، والبقاء هكذا منفتحين على الامكانيات المتعددة التي تقدّمها الحياة.

محبّة مدنيّة وسياسيّة: يدعونا مثل القديسة تيريز دو ليزيو (الطفل يسوع) إلى اتّباع درب المحبة الصغير، والى انتهاز كل فرصة لقول كلمة ودية، واهداء ابتسامة، والقيام بأي لفتة صغيرة تزرع السلام والصداقة. فالإيكولوجية المتكاملة تتكون أيضا من مبادارت بسيطة يوميّة، نكسر من خلالها منطق العنف، والاستغلال، والأنانية. كما من واجبنا أن لا ننسى العدد الهائل داخل المجتمع للجمعيات التي تتدخل لصالح الخير العام، مدافعة عن البيئة الطبيعية والحضرية.

هذا الملخّص هو من إعداد وليم المكاري

إضغط للحصول على نصّ الرسالة الكامل باللغة العربية.

Thursday, July 23, 2015

المسيحيّة: بين الأمس واليوم.


تميّزت المسيحية عبر العصور بإدخال الحضارة والثقافة والعلوم أينما حلّت عبر جامعاتها ومدارسها. وبالرغم من أخطائها التي إعترفت بها علنيًّا أمام العالم بقيت الكنيسة المؤسسة التي شجّعت وتُشجّع الضمير الإنساني على البحث عن الحقيقة وتعطي مكانة خاصة للجمال والإبداع إذ من خلالهما تتجسّد لنا طبيعة الله الخالق والمُبدع.

أمّا مسيحيّة عصرنا، فتظهر مناقضة بعض الشيء لتاريخها.

فبعض الجماعات تنشر تعاليم تقلّل من قيمة الجمال والجسد والفكر والثقافة.

هي أشبه بالبدع، فتدّعي فهمها التامّ للوحي ولنوايا المسيح.

جماعات تُحرّض ضدّ الفلسفة وتعدّ المفكّرين من المُعقّدين الذين فقدوا بساطة الإيمان وقد نسوا أنّ لا إيمان سليم من دون براهين عقليّة كما أوصى الرسول بطرس.

وبينما التاريخ كلّه يشهد على إبداع الكيسة في الموسيقة ففي أحضانها رأى السلّم الموسيقي النور، تضجّ صلوات مسيحيّي اليوم بموسيقى تُعكّر صفاء الذّهن ولا تُحرّك سوى المشاعر وترفع نسبة الأدرينالين وأمّا الوقار فيختفي بحجّة الحبّ لله.

مسيحيّي اليوم أشبه بالمعلّمين والكتبة الذين يبتعدون عن البائس إذ يرون في البؤس إنعدام لبركة الله مع أنّ المسيح تشبّه بالبؤساء والمرذولين من المجتمع.

مسيحيّي اليوم يدّعون سماع صوت الروح أمّا صوت الفقير والمتألّم والأرملة والكاهن والكنيسة فيعتبرونه صوت الشرّير والخاطئ.

كم نحن بحاجة الى مسيحيّة تُبلسم جروح البشرية كالسامريّ الصالح، تملأ جرار العاطفة كلاما عذبًا فيُحوّله المسيح الى رجاء وانفتاح وأخوّة.

نحن بحاجة الى مسيحيّة تُعطي لقيصر ما هو لقيصر، تنخرط بالمجتمع المدني وتبني أجياله.

المسيحية ليست للنُّخبة وليست للأغنياء. في المسيحية الكلّ له نفس القيمة ولا يوجد غنيّ. يوجد خادم وتُوجد وزنات والكلّ سيؤدّي لله على قدر ما أُعطيَ له.

فالمسيح هو الكلّ بالكلّ.

Friday, July 10, 2015

بحبّك - شعر


بحبّك مِتل الهُدوء المِتخبّى بِغصان الشجر

مِتل الشمس العم بتشتّي نورها عَباقة ورد

مِتل ميّ السّبيل العم بِتْبُوس الأرض

بحبّك يا جِرح بقلبي مابْيَعرف دَوَا

بحبّك يا مرايِة نفسي يا عروق الهوا

Wednesday, July 8, 2015

Penser le quotidien


Parler de citoyenneté au Liban semble la chose la plus inutile et imaginaire. 
J'étais aujourd'hui en voiture avec un ami et c'était lui cette fois qui conduisait. Nous retournions d'une rencontre, d'un témoignage de vie, avec un groupe des étudiants d'une école ingénieur.
Notre discours était centré sur le changement: "Le Seigneur source du Changement. Nous sommes appelés à un changement et une conversion quotidienne...".

Le retour a affirmé en nous ce besoin du changement. Car la route, celle que nous avons parcourue ce soir, porte en soi un symbole d'un changement mais tout à fait contraire à celui que nous étions en train de communiquer aux étudiants.
C'était le symbole de la détérioration. 
Des petits trous et des plus grandes, qui deviennent des nids de poule durant l'hiver.
Des mauvaises conditions auxquelles nous sommes quotidiennement affrontés sans que nous nous en rendions compte. 
Nous en passons au-dessus aujourd'hui et nous en passerons demain jusqu'au moment qu'un Zaiim présenterait son offrande à la municipalité et changerait tout.

Et quelques minutes plus tard, quand nous étions en train de passer un pont j'ai demandé à mon ami qui conduisait sa voiture allemande: c'est quoi cet odeur-là? (car l'odeur dans cet endroit est insupportable) et il répond avec une certaine déception:" Que peut-on faire? C'est la ferme de la famille x que le ministre de La Santé a fermé mais un politicien de la région l'a fait ouvrir". (Malgré la pensée écologique de ce politicien).

Ces hommes d'état! Ils commandent seulement. Ils n'acceptent pas des critiques, ils nous imposent leurs problèmes et leurs conflits et ils nous obligent à perdre leurs guerres. 
Mais qu'ils nous laissent combattre nos guerres et travailler pour nos victoires: Jamais de la vie!

Il ne faut jamais dire jamais, je cite Napoléon III.
Cette réalité ironique de notre pays finira certainement et le changement aura lieu quand la communauté citoyenne se libère de tout attachement irrationnel aux hommes d'état qui n'assument pas leurs responsabilités et commence à les critiquer et les juger équitablement.



Le Pape et le monde éducatif


Le Pape François lance un nouveau appel au monde éducatif.




« Veillez-vous sur vos étudiants, en les aidant à développer un esprit critique, un esprit libre, capable de protéger le monde d'aujourd'hui ? Un esprit capable de chercher de nouvelles réponses aux défis multiples que la société nous pose ? Êtes-vous capables de les encourager à ne pas se désintéresser de la réalité qui les entoure ? (...) Comment générons-nous et accompagnons-nous le débat constructeur, qui naît du dialogue en vue d'un monde plus humain ? (...) Comment aidons-nous nos jeunes à ne pas considérer un diplôme universitaire comme synonyme d’un statut supérieur, comme synonyme de plus d'argent, de prestige social?».


« Il nous est demandé d'urgence de nous résoudre à penser, à chercher à débattre sur notre situation actuelle, sur quel genre de culture nous désirons ou voulons non seulement pour nous, mais aussi pour nos enfants, pour nos petits-enfants. Cette terre, nous l'avons reçue comme un héritage, comme un don, comme un cadeau. Qu’il nous ferait du bien de nous demander : comment voulons-nous la laisser ? Quelle orientation, quel sens voulons-nous imprimer à l'existence ? Pour quoi passons-nous par ce monde ? Pour quoi luttons-nous et travaillons-nous?».

Des interrogations profondes qui sont la clé pour un changement de consciences et pour parvenir à la conversion écologique que François appelle de ses vœux dans son encyclique Laudato Si'.

Pour lire l'article original cliquez ici

Sunday, July 5, 2015


في صمت الظّلام وهجٌ يُنير العقلَ

Nel silenzio delle tenebre abita un bagliore che illumina la ragione

Monday, June 29, 2015

الى أين نذهب...؟


  1. كيف حمت كلّ هذه الطائرات العالم من الإرهاب؟
  2. هذه ليست سوى نسبة ضئيلة من الطائرات الأميركية التي صُنعت للمشاركة بحروب القرن الماضي من الحرب العالمية الأولى والثانية الى حرب الفييتنام والعراق وأفغانستان.
  3. كم من الدماء سُفكت عبرها؟ 
  4. كم من الأمّهات بكت بسببها؟
  5. كم من الآباء ماتوا وهم يقاومونها؟
  6. كم من المؤمنين نكروا الله بسبب أفعال الإنسان الشرّيرة هذه؟

  7. كلّ هذا العنف لم يولّد لنا سوى العنف والإرهاب، ولن يكون لنا سلام إذا استمرّينا في التشبّه بمنطق  وعادات أجدادنا ورؤسائنا الذين شاركوا بالحروب وأداروها.
  8. لن يكون لنا سلام إذا ألبسنا الله شرّنا وألصقناه رغبتنا في الإنتقام ورأينا في معاداتنا للقريب والبعيد، للعدوّ والخائن، لليهود والمسلم، ولكلّ مختلف عنّا، فريضة لله وواجب سماوي بُغية خلاص كنيسة أو دين أو وطن.
  9. لا سلام للأشرار ولمن يسلك سلوك الأشرار.

  10. سلامي أترك لكم، سلامي أعطيكم، ليس كما يُعطيه العالم أُعطيكم أنا.
  11. من يُردّد هذه الكلمات في القدّاس لا يحقّ له أن يُعادي إنسانا، فسلام المسيح أقوى من غضبنا.
  12. أمّا من لا يقبل سلامنا فما عسانا سوى أن ننفض غباره ونتركه لرحمة الله.
  13. كم نحن بحاجة الى كنيسة تعادي منطق الوطنية الذي يُطفئ لهيب الإنجيل!
  14. كم نحن بحاجة الى كنيسة تؤسّس مواطنين سماويين على الأرض لا يتعلّق قلبهم الا بأورشليم السماوية فليس لنا مدينة باقية على هذه الأرض!

Friday, May 29, 2015

غوص في آفاق جبران

أفق، إمرأة، طفل، رجل، وحي، نور، ظلمة، لقاء، صليب، طبيعة، تجذّر، صعود، ملاك، موت، خلود، حياة... كلمات سمعتها اليوم وأنا واقف أمام أعمال جبران خليل جبران الفنّية ولا يزال صداها يتردّد في ذهني.
كلمات مجسّدة بألوان وأجساد عارية وخطوط ساحرة للعقول.

من يحمل الحياة في قلبه لا يمرّ أمام هذه الصور كما يمرّ أمام لوحة إعلامية لأنها تحمل وحيًا وتفيض نورا إلهيًّا.

إنّها ينابيع فكر وثقافة مخبأة في أروقة الدّير العتيق. 

إنّها كتابات حبّ وألم مكتوبة بأحلام وتمنّيات جبران.

تحمل فكر لبنان الخالد، لبنان الأرز، لبنان التسامي.
لوحات تصرخ في وجوهنا...
لوحات تنادي أعماقنا...
نوافذ عشق وصلاة هي هذه اللوحات...
عطر من عرق الأجداد التي ربّت وتربّى في أحضانها جبران...

اليوم، وبعد قرن ونيّف، نرى جيلنا المتحرّر يدين جبران على عري الأجساد...
البوم، لا يُفتخر بجبران إلاّ للإستفادة من مجده...

ولكن، يا جبران، عليك أن تخرج من صمتك، وتعلّم أهل أرضك، ما رسمته يداك.
مازلنا نجهل الحياة التي تسكن كلماتك.

أخاف أن نخسرك، لأنّنا نفتقدك.
من ليس معه يؤخذ منه حتّ الذي له.
جبران، كنّارة الروح التي غنّت على ألحانها العقول، آية من الله لكي نحبّ في وقار أعظم أعمال الخالق، أي الإنسان، هذا النفس في التراب.

Tuesday, May 12, 2015

المدرسة. ما بين القمع والمحبّة.


لم يضع المسيح شروطا لكي يظهر محبّته اللامتناهية للبشر.
يكفي أنّ نتأمّل في هذا العمل لكي نتعلّم أن الحبّ والمجّانية هما وجهان لعملة واحدة.
إنطلاقا من هذه الحقيقة، نرى أنّ الحبّ هو العامل الوحيد الذي بإمكانه إنتشال المحبوب من موته (انعدام الإنسانية- العنف- البغض- الكسل- الرياء- الفجور- التحزٌب- الضلال...).
خبرتي الحياتية تتطابق مع هذه الحقيقة ولكن على الرّغم من مصداقيتها يبقى الثبات في الحقّ جهادا يوميّ.

وفيما يختصّ مجال عملي ألا وهو التربية، وتحديدا وظيفتي كمستشار تربوي لتلاميذ الصفوف المتوسّطة،  أرى أنّ هذه العقلية، عقلية الحبّ الغير مشروط هي الطريقة الأنجح للحصول على تلاميذ مميّزين ومطواعين.
عقلية المحبّة المجانية تدفع بي كمعلّم الإبتعاد عن خيبات الأمل المهنيّة وإبعاد التلميذ عن منطق التبعيّة والغطرسة.
فالتلميذ مقبول كما هو.
أثق به فيصبح صادقا.
أستمع إليه فيستمع إليّ.
أحترمه فيحترم نفسه ووعوده.
أدعمه فيبدأ بالطموح.
أسامحه فيعي أهميّة الأمانة.
أكره أعماله الخاطئة وأدافع عن حقّه بالكرامة فيصبح عادلا وإنسانيًّا.
أسأل عنه فيزداد إنتماؤه.
أُحاوره فينضج.
أخاطبه فيتقدّم بجدّية.

أُلاحظ يوميا انسجام الأولاد وراحتهم مع هذا الأسلوب وهم بالمقابل يبدؤون بالتمسّك بهذا الأسلوب.

إنّها المحبّة وليست القمعية التي تجعل من الإنسان مطواعا للفضيلة.

هذه المحبّة تدعو الآخر إلى التعقّل وتهرع بعيداً عن منطق الإجبار.
هذه المحبّة تُجسّد الفضيلة فتصبح الطريق المؤدّية الى الإيجابية.
المحبّة تُصغي ولا تملِ. 
المحبّة تقترح ولا تهدّد.
المحبّة تُجمّل ولا تُهمّش.
المحبّة تبتسم ولا تُجرِّح.

المحبّة تَثِق، تُربّي، تُعلِّم.
المحبّة هي المدرسة،
ولا مدرسة بدون المحبّة.

Wednesday, May 6, 2015

Scandal

2284 Scandal is an attitude or behavior which leads another to do evil. The person who gives scandal becomes his neighbor's tempter. He damages virtue and integrity; he may even draw his brother into spiritual death. Scandal is a grave offense if by deed or omission another is deliberately led into a grave offense.

2285 Scandal takes on a particular gravity by reason of the authority of those who cause it or the weakness of those who are scandalized. It prompted our Lord to utter this curse: "Whoever causes one of these little ones who believe in me to sin, it would be better for him to have a great millstone fastened round his neck and to be drowned in the depth of the sea." Scandal is grave when given by those who by nature or office are obliged to teach and educate others. Jesus reproaches the scribes and Pharisees on this account: he likens them to wolves in sheep's clothing.

2286 Scandal can be provoked by laws or institutions, by fashion or opinion.

Therefore, they are guilty of scandal who establish laws or social structures leading to the decline of morals and the corruption of religious practice, or to "social conditions that, intentionally or not, make Christian conduct and obedience to the Commandments difficult and practically impossible." This is also true of business leaders who make rules encouraging fraud, teachers who provoke their children to anger, or manipulators of public opinion who turn it away from moral values.

Saturday, March 21, 2015

كيف أرى التلميذ



إن للتلميذ مشاعر وأحاسيس كما لأي إنسان آخر. فهو يفرح ويحزن، يتشجّع وييأس، يجاهد ويقلق، يرضى ويرفض، يرغب ويخاف... إنّه الشخص الأكثر تفاعلا في مجتمعه لأنّه يكون في مرحلة تكوين الشخصيّة وهي مرحلة يستسلم خلالها لحكمة الكبار ومشورتهم.
أعيش يوميًّا بين تلاميذ تتمحور أعمارهم بين الثالثة عشر والخامسة عشر من العمر ويومًا بعد يوم أزداد يقينا بما لهم من تميّز وإبداع وفرادة ودهاء، فهم شعلة من العاطفة والحماس والنشاط والطيبة.
وإلى جانب هذا التميّز، يتأثر جيل التلامذة الصاعد بمشاكل إجتماعية ووجدانية ضخمة وقليلون هم الأشخاص القادرون على تقديم المساعدة بسبب قلّة الخبرة والمعرفة في طرق الإرشاد والتوعية.
يظهر هذا التأثير من خلال سلوكيات طفولية غير واعية، وحركات الجسد التي تعكس القلق والإضطراب. زد إلى ذلك تدهور المردود العلمي وانخفاض مستوى التركيز الذهني وقلّة النوم وازدياد نسبة العنف والإدمان على مختلف أنواعهما...

كلّما أرى مثل هذه المؤشرات عند تلامذتي أكتشف أهميّة وعظمة ما أقومه من إرشاد وتوعية وتربية.
في بادئ الأمر أسعى الى التقرّب منهم وجعلهم يشعرون بأنّي أتفهّمهم وأشعر بما يجول في أعماقهم.
من ثمَّ أقول لهم بأنّي مستعدّ دائماً إن أرادوا التحدّث بأي شيء وبأنّهم ليسوا وحدهم.
كما أسعى لاستغلال كلّ فرصة من أجل مساعدتهم على تسميّة المشاعر والمشاكل بأسمائها وتشجيعهم على الكلام إذ إنّ البوح بالمشاعر هي وسيلة أساسية لبداية الإستنارة الذهنيّة والراحة النفسيّة. كلّ ذلك في جوّ من الهدوء والإصغاء وتقديم المشورة.

فنحن الأساتذة، لسنا نؤدّي وظيفة تعليمية فقط بل  تربويّة، أيّ بنّاءة للفرد بأكمله، جسدا (من خلال الرياضة وحسن السلوك) وفكرا (من خلال العلوم) ونفسا (من خلال الإصغاء والإرشاد).

Sunday, February 22, 2015

تأمّل في كلام المسيح


من استحى بي وبكلامي، يستحي به ابن الانسان متى جاء في مجده ومجد الآب والملائكة الأطهار.نستحي بالمسيح عندما لا نتصرّف كما هو يتوقّع منّا أن نتصرّف، عندما لا ندافع عن مشيئته عبر حياة ملؤها القداسة والنوايا الصافية.نستحي بالمسيح عندما لا نرى في الغريب قريب وعندما لا نراه في المسجون والمريض والعطشان والجائع.نستحي في المسيح عندما نرفض أن تكون محبّتنا مجّانيّة، عندما نحكم على من غفر لهم المسيح، عندما لا نرغب بامتداد ملكوته.أعطنا يا رب أن نرى ما ترى، أن نتكلّم ما تقوله أنتَ وأن نرغب فوق كلّ شيء مشيئتك القدوسة. إمنحنا نعمة المكوث في محبّتك لك المجد إلى الأبد. آمين

Wednesday, February 11, 2015

الهواء في حياتنا


اليوم أريد أن أتأمّل بالهواء مع أن الهواء لا نراه إنّما نشعر به ونرى آثاره.
الهواء ينقل بذار الشجر الى الأراضي القاحلة فيُشجّرها كالروح الذي ينقل بزار المسيح ويزرعها في القلوب البعيدة عنه.
الهواء يدفع بالأمواج إلى الشاطىء فيكسّر صخوره والروح يدفع بالتجارب إلينا لكي تكسّر من كبريائنا.
الهواء  يخلق الأمواج لكي يقذف الأوساخ فينقّي بذلك البحار وهكذا الروح يخلق فينا الجرأة لكي نبوح عمّا يقلقنا فنرتاح من مشاكلنا. 
الهواء يدفع بالغيوم إلى البرّية محمّلاً إيّاها مياهً تغذّي الينابيع والسهول وهكذايعمل  الروح الذي يضع من حولنا معلّمين وقادة محمّلون بحكمة سماوية يوزّعونها علينا بكرمٍ من دون قياس فيُنوّروننا.
الهواء ينقل عبير الزهور فيُنعش الإنسان والروح يُسمعنا الإنجيل فيُنعش إيماننا.
الهواء يدخل الى جوف الإنسان ويُحييه والروح يخترق أعماقنا ويشفيها.
الهواء، هو الروح، هو الحمامة التي ترفرف على وجه المياه، هو النفس الإلهية، هو الدافع إلى التغيير، صورة لتطوّر الإنسانية. 
الهواء مدرسة الإنفتاح.
فلنفتح قلوبنا للنسيم الإلهي، للروح القادم من الرياح الأربعة ولنستقبل الروح المنبثق من فم المسيح الذي أسلمنا إياه من على الصليب.

Sunday, February 8, 2015

The true freedom by the power of the Holy Spirit


The Holy Spirit [...] makes us sons and daughters of God. He involves us in the same responsibility that God has for his world, for the whole of humanity. He teaches us to look at the world, others and ourselves with God's eyes. We do not do good as slaves who are not free to act otherwise, but we do it because we are personally responsible for the world; because we love truth and goodness, because we love God himself and therefore, also his creatures. This is the true freedom to which the Holy Spirit wants to lead us. The Ecclesial Movements want to and must be schools of freedom, of this true freedom. Let us learn in them this true freedom, not the freedom of slaves that aims to cut itself a slice of the cake that belongs to everyone even if this means that some do not get any. We want the true, great freedom, the freedom of heirs, the freedom of children of God. In this world, so full of fictitious forms of freedom that destroy the environment and the human being, let us learn true freedom by the power of the Holy Spirit; to build the school of freedom; to show others by our lives that we are free and how beautiful it is to be truly free with the true freedom of God's children.
Homily,  St. Peter's Square, 3 June 2006