Friday, September 4, 2015

ملخّص رسالة البابا فرنسيس: كنّ مسبّحاً


يُقدّم البابا في 246 مقطعاً الرسالة الكنسيّة التي تتكلّم عن الإيكولوجيا والتي يعتبرها دراسة لل"أويكوس" أي بيتنا المشترك ويتطرّق بالأخص حول المسؤولية تجاه البيت المشترك في مواجهة خطر التدمير الذاتي.

في المقدّمة، يذكر البابا نشيد المخلوقات للقديس فرنسيس والذي منه قد إستوحى إسم هذه الرسالة: يُعتبر القديس فرنسيس شفيع وشاهد لل"إيكولويا شاملة" Εcologie Intégrale التي تجعلنا نُدرك أنّ الطبيعة هي "كتاب بهيّ يُخاطبنا الله من خلاله" و حيث كلّ خليقة لها قيمة خاصّة وهي هدف بحدّ ذاته. وتُظهر الإنسان ككائن شخصانيّ من دون أن يكون في الوقت عينه سيّداً على الطبيعة.

أمّا الطبيعة فهي ليست مادّة في خدمتنا والكائنات البشرية ليست ملكي الشخصي بحيث لا يحقّ لي إستغلالها والإستفادة منها كما يحلو لي فهي، أي الكائنات، "لها قيمة خاصّة أمام الله".

لا بدّ من التأكيد أنّ الإيكولوجيا هي دائماً "إيكولوجيا إنسانيّة"، ففي العالم كلّ شيئ مرتبط ببعضه، هشاشة الأرض والفقراء، إنعدام التوازن البيئي والإجتماعي، المضاربات التجاريّة، السلاح والحروب.

يذكر البابا أنّ قدّيس "أسيزي" تكلّم عن الأرض بمثابة الأمّ والأخت وأنّه دائماً ما كان يتكلّم عن الفقراء وهكذا يؤكّد أنّ " المقاربة الإيكولوجيّة الصحيحة دائماً ما تُصبح مقاربة إيكولوجيا إجتماعية وعليها أن تشمل العدالة الإجتماعية في حديثها حول البيئة، لكي تُصغي إلى صراخ الفقراء في نفس القدر الذي توليه في إصغائها لصراخ الأرض. وفي هذا الإطار، يذكر البابا أنّ "توجيه إصبع الإتّهام للنمو الديمغرافي بدلاً من إتّهام الإستهلاك المُفرط لدى البعض هو أسلوب من أجل عدم مواجهة المشاكل".

في الفصل الأول يعرض البابا نتائج علميّة حول المسائل البيئيّة لكيما "تلمسنا في العمق ولوضع أساس متين للمسار الأخلاقي والروحي الذي يستمر."

أمّا الفصل الثاني فهو قراءة تجمع بين الثقافة البيبليّة لكلّ من التقليد اليهودي والمسيحيّ. تعقيدات الأزمة الإيكولوجية تتطلّب حوار بين مختلف الثقافات والعلوم على أن يكون منفتحاً للمجال الديني والروحي. فللإيمان القدرة على تقديم الحوافز لحماية الطبيعة وإخوتنا وأخواتنا الأضعف بيننا 64. 

يقدّم الفصل الثالث تحليلاً ليس فقط لأعرارض الأزمة الحالية وانما لأسبابها العميقة.

يتضمّن الفصل الرابع الإيكولوجيا الشاملة كنموذج جديد للعدالة، إيكولوجيا تدمج المكان المحدد الذي يحتله الكائن البشري في هذا العالم وعلاقاته بالواقع الذي يحيط به. وهذا يمنعنا من اعتبار الطبيعة كشيء منفصل عنا أو كمجرد إطار لحياتنا. 

هناك رابط لا يتجزّأ بين المسائل ابيئيّة و المسائل الإجتماعية والإنسانيّة. وبالتالي: ليس هناك أزمتان منفصلتان، الأولى بيئية والأخرى اجتماعية، وانما أزمة اجتماعية بيئية واحدة ومعقدة. فمن الأساسي البحث عن حلولٍ متكاملة، تأخذ بعين الاعتبار تداخل علاقات الأنظمة الطبيعية فيما بينها ومع الأنظمة الاجتماعية 139 

أمّا الفصل الخامس فييتمحور حول مسألة ما بمقدورنا وما يجب علينا فعله. فالتحليلات وحدها لا تنفع: يجب طرح بعض الخطوط العريضة للحوار وللعمل التي تُشرِّك على حد السواء كل واحد منّا والسياسة الدولية 15، لكيما تساعدنا على الخروج من دوامة التدمير الذاتي التي نغوص فيها.163

كما ومن الضروري أن لا تكون هذه الحلول مقترحة بطريقة إيديولوجية أو بسيطة. لذلك تظهر أهميّة الحوار وهو موضع يتطرّق إليه كل عناوين مقاطع هذا الفصل.

التربية والروحانية الإيكولوجيا

السعي إلى نمط آخر من الحياة: لم نخسر بعد كل شيء، لأن البشر... قادرون على تخطّي ذواتهم والعودة من جديد لاختيار الخير، والتجدد. إنّ تغيير أساليب الحياة وأنماط الإستهلاك تفتح الباب لإمكانيّات كبيرة: "فعندما نكون قادرين على تخطّي الإنفرادية، حينئذ يمكن واقعيًّا إنتاج نمط حياة بديل، ويصير ممكناً حينها تحقيق تغيير مهم في المجتمع.

فرح وسلام: إن القناعة، المُعاشة بحرّية وبوعي، هي مُحررِّة. كما أن السعادة تكمن في معرفة وضع حدود لبعض الحاجات التي تُربكنا، والبقاء هكذا منفتحين على الامكانيات المتعددة التي تقدّمها الحياة.

محبّة مدنيّة وسياسيّة: يدعونا مثل القديسة تيريز دو ليزيو (الطفل يسوع) إلى اتّباع درب المحبة الصغير، والى انتهاز كل فرصة لقول كلمة ودية، واهداء ابتسامة، والقيام بأي لفتة صغيرة تزرع السلام والصداقة. فالإيكولوجية المتكاملة تتكون أيضا من مبادارت بسيطة يوميّة، نكسر من خلالها منطق العنف، والاستغلال، والأنانية. كما من واجبنا أن لا ننسى العدد الهائل داخل المجتمع للجمعيات التي تتدخل لصالح الخير العام، مدافعة عن البيئة الطبيعية والحضرية.

هذا الملخّص هو من إعداد وليم المكاري

إضغط للحصول على نصّ الرسالة الكامل باللغة العربية.