Wednesday, February 11, 2015

الهواء في حياتنا


اليوم أريد أن أتأمّل بالهواء مع أن الهواء لا نراه إنّما نشعر به ونرى آثاره.
الهواء ينقل بذار الشجر الى الأراضي القاحلة فيُشجّرها كالروح الذي ينقل بزار المسيح ويزرعها في القلوب البعيدة عنه.
الهواء يدفع بالأمواج إلى الشاطىء فيكسّر صخوره والروح يدفع بالتجارب إلينا لكي تكسّر من كبريائنا.
الهواء  يخلق الأمواج لكي يقذف الأوساخ فينقّي بذلك البحار وهكذا الروح يخلق فينا الجرأة لكي نبوح عمّا يقلقنا فنرتاح من مشاكلنا. 
الهواء يدفع بالغيوم إلى البرّية محمّلاً إيّاها مياهً تغذّي الينابيع والسهول وهكذايعمل  الروح الذي يضع من حولنا معلّمين وقادة محمّلون بحكمة سماوية يوزّعونها علينا بكرمٍ من دون قياس فيُنوّروننا.
الهواء ينقل عبير الزهور فيُنعش الإنسان والروح يُسمعنا الإنجيل فيُنعش إيماننا.
الهواء يدخل الى جوف الإنسان ويُحييه والروح يخترق أعماقنا ويشفيها.
الهواء، هو الروح، هو الحمامة التي ترفرف على وجه المياه، هو النفس الإلهية، هو الدافع إلى التغيير، صورة لتطوّر الإنسانية. 
الهواء مدرسة الإنفتاح.
فلنفتح قلوبنا للنسيم الإلهي، للروح القادم من الرياح الأربعة ولنستقبل الروح المنبثق من فم المسيح الذي أسلمنا إياه من على الصليب.

No comments:

Post a Comment