Thursday, November 13, 2014

صفحاتي سماوات زرقاء


عادةً ما أسأل ذاتي عن النوايا التي تجول في أعماقي والتي تدفعني إلى الكتابة خوفاً من أن أشوّه الثقافة وقرّائها. أمّا اليوم، وبعد أن استذكرت كلمات رسمت ماضيَّ وطبعت في طيّاته هشاشةً لا تُتاق كثقل غيومٍ سوداء فوق الجبال البيضاء، قرّرت أن أعشق الكتابة وأجعل منها طريقاً يُعيدني من حيث أتيت.
فبينما يفضّل الكثيرين الجهل أسلوب حريّتهم، أنا فضّلت الكتابة. وعلى عكس ما يرتئي البعض على أنّهم من العدمِ وإليه راجعون، أنا آمنت أنّني في فكر الخالق قبل أن أولدُ. وإسمي، بالرغم من كلّ الألقاب والنعوت يبقى جزأ لا يتجزّء من ال " وحي"، مع كثيرٍ من المحبّة.

أمّا الماضي الذي قدّم لي استاذاً حَكَمَ عليَّ بقلمه الأحمر، ها هو اليوم يَحمَرُّ خجلاً.

فما كان في الماضي حكماً صار اليوم حكمةً.
وما كان في الماضي اعوجاجاً صار اليوم استقامةً.
وما كان في الماضي نشاذاً صار اليوم قاعدةً.
وما كان في الماضي مصدراً مضاعفاً لانكساري صار اليوم فخراً وبسالة.
وما كان في الماضي مُحزناً، صار اليوم قدرةً لإسعاد كثيرين.
وما كان في الماضي ثقلاً، صار اليوم وسيلةً أُريحُ بها الآخرين.
اليوم انقلبت الأحكام التي تركتني مُطرحاَ أرضاً لسنين كثيرة.
اليوم صارت صفحاتي سماوات زرقاء بعد أن كانت جهنّماً أحمر.
اليوم أتكلّم بالكتابة بعد أن تركتني إمضاءات الكبار على المشارف أبكَم.
اليوم وغداً سأشهد على ركاكة الماضي لكي أرفع من يأتي إليَّ، فهو يستحق المكان الأرفع.

2 comments: